السبت، 2 أبريل 2011

تصميم محطة الضبعة النووية يراعى التعرض للزلازل وموجات التسونامى

 أكد المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة أكثم أبوالعلا، أن الوزارة عندما اختارت موقع الضبعة لإنشاء البرنامج النووى المصرى السلمى عليه أخذت فى الاعتبار إمكانية تعرض منطقة الضبعة لزلزال أعنف من أى زلزال أو أى موجة تسونامى تعرضت لهما المنطقة منذ 4 آلاف عام، وروعى فى وضع المواصفات الخاصة بالمحطات النووية، المزمع إنشاؤها فى هذا الموقع أن يكون لها القدرة على تحمل الزلازل وموجات التسونامى.

وأوضح مصدر متخصص ومسئول فى تنفيذ البرنامج النووى المصرى، أن معهد الزلازل المصرى «أجرى 3 دراسات حديثة على منطقة الضبعة، وأجرى الاستشارى العالمى للبرنامج النووى دراستين للزلازل التى تعرضت لها المنطقة منذ 4 آلاف سنة، ووضعت مواصفات المحطة النووية المزمع بناؤها فى الضبعة لمواجهة زلزال بقوة 7.5 ريختر، فيما تقدر قوة أعنف زلزال ضرب المنطقة بـ6.5 ريختر منذ 2200 سنة، وهو الزلزال الذى هدم فنار الإسكندرية، كما وضعت مواصفات للمحطة لمواجهة تسونامى بارتفاع 9 أمتار، ولم تزد تقديرات أعلى تسونامى أغرق المنطقة على 6 أمتار على مدى 4 آلاف سنة».

وكشف كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، ومستشار هيئة المحطات النووية إبراهيم العسيرى، أن مفاعلات فوكوشيما اليابانية من أقدم المفاعلات على مستوى العالم، وكان مخطط إيقافها نهائيا عن العمل خلال عام، بعد انتهاء عمرها الافتراضى المقدر بـ40 عاما؛ حيث بنيت فى ستينيات القرن الماضى، وتم تشغيلها فى فترة السبعينيات.

وقال العسيرى لـ«الشروق» إن مجموعة عوامل خارجة عن نطاق التشغيل والتصميم أدت إلى التسرب الإشعاعى من مفاعلات فوكوشيما إثر تعرضها لزلزال أو تسونامى لم يحدثا من قبل، فبالإضافة إلى أن هذه المفاعلات من أقدم الأنواع وهى مفاعلات الماء المغلى، وفيها يمر ماء التبريد على الوقود النووى فى قلب المفاعل، ويسمح للماء بالتحول إلى بخار يذهب مباشرة إلى توربينة توليد الكهرباء، وهذا الطراز من المفاعلات لا تقوم بتصنيعه سوى «جنرال إلكتريك الأمريكية»، و«هيتاشى» اليابانية ولا يتم تشغيلهما إلا فى بلديهما فقط على مستوى العالم.

وأضاف العسيرى أنه عند حدوث الزلزال أعطت أجهزة الاستشعار الزلزالى إشارة لإيقاف المفاعلات آليا، وهو ما تم فعلا، وفى هذه الحالة تنتقل أجهزة التبريد بعد توقف الكهرباء الصادرة من مولدات المفاعل إلى مصدر طاقة آخر هو شبكة الكهرباء الخارجية (شبكة الإنارة العامة)، لكنها تحطمت بسبب الزلزال، ولم تعمل المولدات التى هى مصدر الكهرباء الاحتياطى الثالث سوى ساعة واحدة، بعد أن غمرتها موجة تسونامى، ومع ذلك لم يتأثر الغلاف الصلب الحاوى لقلب المفاعل، ولم يتأثر الوعاء الخرسانى الخارجى أيضا، ولا أجهزة المفاعل، ولكن التسرب الإشعاعى حدث بسبب عيب دورة التبريد الواحدة، التى اضطر العاملون بالمفاعل لإطلاق كميات بخار منها، وهو العيب غير الموجود فى مفاعلات الماء العادى المضغوط الذى يتميز بدورتين منفصلتين للتبريد.

وأوضح العسيرى ــ الحاصل على بكالوريوس الهندسة النووية من جامعة الإسكندرية، ودرجتى الماجستير والدكتوراة فى التخصص ذاته بإشراف العالم المصرى الكبير يحيى المشد ــ أن المفاعل المصرى تم تحديد نوعه بالماء العادى المضغوط، وفيه يمر ماء التبريد على الوقود فى دائرة مغلقة من المواسير المعزولة، ولا يسمح فيها بغليان الماء، الذى تنقل درجة حرارته إلى دائرة أخرى مغلقة ومعزولة عن الدائرة الأولى، وفيها يتحول الماء إلى بخار يذهب إلى توربينة توليد الكهرباء.

كما كشف العسيرى عن أن المفاعل المصرى المزمع بناؤه فى موقع الضبعة، يتميز بقدرات تبريد ذاتية تعمل آليا عند التوقف، ولا تحتاج لأى مصدر طاقة للتشغيل وهذه القدرات ستكون من أصل تكوين المفاعل ذاته وتعتمد على خواص طبيعية يصعب شرحها
وقال العسيرى إن الحدود الإشعاعية المسموح بها أثناء تشغيل المحطات النووية لا تزيد على 0.2 ميكروسفرت، فى حين أن متوسط الجرعة التى يتلقاها الإنسان من الطبيعة تقدر بـ2400 ميكروسفرت (وحدة إشعاعية) أى ما يزيد على 10 آلاف مرة عن المسموح به فى المحطات النووية، وهو ما لا تذكره وسائل الإعلام التى تتناقل تقديرات التسرب الإشعاعى من مفاعلات فوكوشيما، وهو ما يثير الرعب حينما تنقل أن نسبة الإشعاع وصلت إلى عدة آلاف من القدر المسموح به، ولا توضح أن المسموح به فى المحطات، وليس الذى يمكن للإنسان أن يتعرض له.

وعلى صعيد آخر، قال وزير الكهرباء والطاقة حسن يونس إنه تم توقيع عقد الخدمات الاستشارية لمشروع إنشاء أول مزرعة رياح فى مصر قدرة 250 ميجاوات بنظام البناء والامتلاك BOO بخليج السويس والمخطط تشغيلها عام 2014.

وأكد يونس فى بيان الاهتمام بطاقة الرياح كجزء من السياسة التى يتبعها قطاع الكهرباء لتنويع مصادر التوليد ضمن برنامج شامل لمساهمة القطاع الخاص بنسبة 67% من قدرات التوليد من طاقة الرياح، والتى بلغت 550 ميجاوات مخطط لها أن تصل إلى 7200 ميجاوات بحلول عام 2020.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق